قيل للنبي ﷺ لو أتيت عبد الله بن أُبي فانطلق إليه النبي ﷺ وركب حماراً فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي ﷺ فقال ( أي عبد الله بن أُبي): إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحا منك. فغضب لعبد الله رجلٌ من قومه فشتمه فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها أنزلت :" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "(١) وهذه القصة الثابتة في الصحيحين تقدم لنا مثالاً واقعياً لطبيعة ما قد يحتدم بين المسلمين من خلاف وكيف يجب على القيادة الإسلامية – بل وعلى كل من له وجاهة وسلطة مؤثرة – أن يعمل على رأب الصدع وتجاوز الخلاف حفاظاً على رابطة الأخوة الإيمانية. ولا شك أن إصلاح ذات البين من أهم مقومات سلامة المجتمع الإسلامي كما جاء في حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة(٢)
ثالثاً: قتال البغاة:

(١) صحيح البخاري – كتاب الصلح
(٢) صحيح سنن أبي داود – الألباني - ٤١١١


الصفحة التالية
Icon