وقد جعل الشرع لهذا القتال غايةً محددة، قال الماوردي في قوله تعالى:" حتى تفيء إلى أمر الله"(١)وجهان: أحدهما حتى ترجع إلى الصلح الذي أمر الله تعالى به – وهو قول سعيد بن جبير – والثاني: إلى كتاب الله وسنة رسوله فيما لهم وعليهم وهذا قول قتادة.(٢)
هذا ويختلف قتال البغاة عن قتال المشركين والمرتدين من ثمانية أوجه فلا يتعمد قتلهم – أي البغاة – ويكف عنهم مدبرين، ولا يذفف على جرحاهم، ولا يقتل أسراهم، ولا يغنم أموالهم أو يسبي ذراريهم، ولا يستعين على قتالهم بمشرك أو ذمي، ولا يهادنهم أو يوادعهم إلى مدة، ولا ينصب عليهم المجانيق ولا يقطع شجرهم أو يحرق مساكنهم(٣)
فهذه خلاصة جملة الضوابط والآداب الواردة في هذه السورة والتي يتعين على القيادة المسلمة التزامها، ولا شك أن التزامها ما بين الأفراد وفي التكتلات الاجتماعية الأصغر مطلوب مع مراعاة بعض الحيثيات التي لا يحق لغير القيادة والسلطة التصرف من خلالها، ولهذه الخصوصية أفردت هذه الضوابط تحت عنوان "آداب السياسة الشرعية".
المطلب الثالث : أخلاق وآداب التعامل مع المسلمين :
(٢) الأحكام السلطانية – الماوردي - ٩٨
(٣) باختصار من الأحكام السلطانية – الماوردي – ٩٨-٩٩