فعلى صعيد الترهيب تجد قوله تعالى " أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون"(١)تحذير وترهيب من عواقب الافتئات على الله ورسوله، وفي مقابل ذلك قوله تعالى ترغيباً في حال الملتزمين بأدب التوقف بين يدي الرسول ﷺ :"لهم مغفرة وأجر عظيم"(٢). وكذلك تجد وصف " أكثرهم لا يعقلون"(٣)يقابله فتح باب التوبة والمغفرة " والله غفور رحيم"(٤). وبهذا يتحقق التوازن بين الترغيب والترهيب توافقاً مع الاستعداد المزدوج في النفس البشرية لتحصيل ما فيه خيرها ودرء ما فيه شرها ومفسدتها، وما هذا إلا شاهدٌ من الشواهد الكثيرة على فطرية هذا الدين ومصدريته من لدن حكيم عليم، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.
ثانياً: التذكير بنعمة الله وفضله:
وهذا التذكير بالفضل مدعاة الالتزام بالهدي الإلهي والوقوف عند توجيهاته، تأمل على سبيل المثال قوله تعالى: " ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون" فجعل العصيان والفسوق والكفر في مقابل نعمة الإيمان بحيث يرغب من استقر الإيمان في قلبه عن أن يجمع إليه من النقائض ما يكون كفراُ بنعمة الله عز وجل.

(١) سورة الحجرات – آية ٢
(٢) سورة الحجرات – آية ٣
(٣) سورة الحجرات – آية ٤
(٤) سورة الحجرات – آية ٥


الصفحة التالية
Icon