لقد قررت سورة الحجرات بعض المبادئ التي يعين فهمها على التزام منظومة الأخلاق الواردة في السورة، وبعض هذه المبادئ يؤصل المساواة بين الناس بحسب القدر المشترك من طبيعة الخلق البشري، وبعضها الآخر يؤصل للقدر المشترك الأدنى من مسمى الإسلام بين من ينتسبون لهذا ا لدين ويُفصِّل في مقدمات الترقي في درجات الإيمان الأعلى تاركاً تقرير تحقيق ذلك على الحقيقة إلى الله عز وجل، فلنتأمل هذه الآيات:" يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم. إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون"(١)ويمكن تعداد المبادئ المستخلصة من هذه الآيات فيما يلي:
أولاً: عدم التفاضل في طبيعة الخلق: