يقول محمد علي الصابوني : قال إبن كثير: أي خلف من بعد ذلك الجيل الذي منهم الصالح والطالح خلف آخر لاخير فيهم ورثوا ألكتاب وهو التوراة عن آبائهم. ( يأخذون عرض هذا ألأدنى ويقولون سيغفر لنا) أي يأخذون ذلك الشئ الذي من حطام الدنيا من حلال وحرام ويقولون متبجحين : سيغفر ألله لنا ما فعلناه، وهذا إغترار منهم وكذب على ألله. (وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ): أي يرجون المغفرة وهم مصرون على الذنب كلما لاح لهم شئ من حطام الدنيا أخذوه لا يبالون من حلال كان أم من حرام. (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على ألله إلا الحق)، ألإستفهام للتوبيخ والتقريع أي ألم يؤخذ عليهم العهد المؤكد من التوراة أن يقولوا الحق ولا يكذبوا على ألله؟ فكيف يزعمون أنه سيغفر لهم مع إصرارهم على المعاصي وأكل الحرام ؟ ( ودرسوا ما فيه ) في هذا أعظم توبيخ لهم أي والحال أنهم درسوا ما في الكتاب وعرفوا ما فيه المعرفة التامة من الوعيد على قول الباطل والإفتراء على ألله.(والدار ألآخرة خير للذين يتقون): أي وألآخرة خير للذين يتقون ألله بترك ألحرام.
لتكن لنا نحن المسلمون عبرة في أولئك ونترك الحرام والمعاصي ونتوجه بكليتنا الى ألله سبحانه لننال جزاء ألله ألأعظم وهو ألجنة (الدار ألآخرة) التي هي جزاء المتقين لله التاركين كل المعاصي وما يغضب ألله سبحانه.
(ألآية١٧١): (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
في هذه ألآية الكريمة آية عظمى من آيآت ألله سبحانه لبني إسرائيل (وللناس من بعدهم) وهي إقتلاع جبل الطور ورفعه فوق رؤوسهم ليعبدوا ألله وحده. ثم فيها أمر لهم بأخذ ما جاءهم من أحكام التوراة والتمسك بها والعمل بها بكل قوتهم لعلهم يكونون من المتقين لله لينالوا جزاءه العظيم وهو الجنة.


الصفحة التالية
Icon