(ألآية ١٠٩): (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
في هذه ألآية الكريمة بيان أنه لاينبغي أن يكون شأن المسجد الذي أسس على التقوى والإيمان وطاعة الرحمن، كمسجد الضرار ألذي أسس على الكفر والشر والعصيان، ولا يمكن أن يكون من أسس بنيان دينه وعبادة ربه على قاعدة محكمة قوية، وهي الحق وتقوى ألله وطاعة رسوله، كالذي أسس بنيانه على قاعدة واهية متداعية، وهي الباطل والكفر والنفاق الذي يشبه الجرف الهاري المتهرئ الذي نهايته ألإنهيار في نار جهنم بمن فيه. وألله سبحانه لا يهدي القوم الظالمين لأنفسهم ولغيرهم بالكيد والتآمر وتفريق صف المؤمنين.
(ألآية١١٥):(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).
في هذه ألآية الكريمة أمر عظيم فالله سبحانه وتعالى يعلِم المؤمنين الصادقين المهديين الى دينه القويم ولذلك لن يضلهم، وأن ألله بعد أن هدى قوماً الى ألإسلام وأنقذهم من الكفر والضلال لم يكن ليحبط أعمالهم ويصفهم بالضلال عن طريق الحق لأرتكابهم أمراً لم يعلموا أن ألله قد نهى عنه ولم يبين لهم ما يتقون وما يجتنبون من المحظورات، ولكن يؤاخذ الذين يرتكبون أموراً وهم يعلمون أن ألله نهى عن إرتكابها. كذلك يبين سبحانه أنه يحاسب ألناس بعد أن يبين لهم ما يجب عليهم أن يتقون منه ويتجنبونه مما لايرضاه ألله، وألله سبحانه بكل شئ وبكل أمر عليم فهو يعلم المتقين ويعلم الضالين والكافرين وكذلك يعلم الذين يخطأون وهم لا يعلمون ونيتهم ليس المعصية وإنما الجهل بأنهم مخطأون.


الصفحة التالية
Icon