في هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه أن دماء الأضاحي ولحومها لن تنال الله بل هي لكم لتأكلوها ولكن ينال الله سبحانه التقوى منكم له سبحانه. انه سخر لكم الأنعام لتكبروا الله على ما هداكم من الخير والبر والإيمان وفي نهاية الآية بشارة للمحسنين بكل خير.
سورة المؤمنون :
(ألآية ٢٣) :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ).
في هذه ألآية الكريمة بيان العلاقة العضوية القوية بين ثلاثة أمور أساسية في عقيدة المؤمنين وهي دعوة جميع الرسل عليهم السلام : ١- عبادة ألله سبحانه وحده. ٢- توحيد ألله سبحانه وعدم الشرك به. ٣- التقوى لله.
وفي قوة وإيجاز يربط سيدنا نوح عليه السلام بين التوحيد وعبادة ألله وحده وتقوى ألله سبحانه (( أفلا تتقون )) وفيها أيضاً تحذير ووعيد لمن لايتقي.
( ألآية ٣٢): ( فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ.)
كما في ألآية السابقة فإن هذه ألآية الكريمة تربط بوضوح بين ألأمور الثلاثة (( التوحيد، العبادة لله وحده والتقوى )) في كلمات متطابقة في كلا ألآيتين الكريمتين ((إعبدوا ألله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون )). وهذا يدل على أن الرسالات السماوية كلها تعتمد نفس العقيدة وأساسها توحيد ألله سبحانه.
(( ألآية ٥٢)) :( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.)
يقول محمد علي الصابوني : أي دينكم يا معشر ألأنبياء دين واحد وملتكم ملة واحدة وهي دين ألإسلام وأنا ربكم لا شريك لي فخافوا عذابي وعقابي. هذه ألآية الكريمة مرتبطة بألآية السابقة (( ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم). فالتقوى هي من القواسم المشتركة في دعوة جميع ألأنبياء الكرام عليهم السلام.


الصفحة التالية
Icon