في هذه ألآية الكريمة وصف لموقف المشركين من أهل مكة في صلح الحد يبية حيث أخذتهم حمية االجاهلية واستكبروا على ألله ورسوله، ولكن الله سبحانه أنزل سكينته على رسول الله ﷺ والمؤمنين فلم يتصرفوا كالمشركين بل كانوا طائعين لرسول الله رغم ألإجحاف بهم في بنود الصلح. لكن رسول الله كان ذا نظر بعيد وهدف أسمى وأعظم من المواقف المؤقتة. ثم يبين سبحانه أنه ألزم المؤمنين كلمة التقوى وهي كلمة التوحيد لإنهم يستحقون ذلك لإيمانهم بالله ورسوله وهو سبحانه بكل شئ عليم.
سورة الحجرات :
( ألآية ١ ): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
النداء في هذه ألآية الكريمة للمؤمنين أن لا يقدموا أمراً بين يدي ألله ورسوله. يقول محمد علي الصابوني: قال البيضاني: المعنى لاتقطعوا أمراً قبل أن يحكم الله ورسوله يه. وقيل المراد بين يدي رسول الله وذكر الله تعظيماً له وإشعاراً بأنه من الله بمكان يوجب إجلاله. ثم يدعوهم إلى تقوى الله سبحانه فيما دعاهم إليه من أمر لإن الله يسمع أقوال العباد وهو سبحانه عليم بنياتهم وأحوالهم.
( ألآية ٣): (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ).
في هذه ألآية الكريمة أمر من الله سبحانه للمؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم عند رسول ألله ومدح الذين لايرفعون أصواتهم بأنهم من المتقين الذين نجحت قلوبهم في امتحان التقوى فهي مطيعة مستجيبة لأمر الله ورسوله ووعدهم سبحانه بالمغفرة والأجر العظيم في ألآخرة.
( ألآية ١٠) :(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).