هذه ألآية الكريمة مرتبطة بالآية السابقة (( ٩)) المتعلقة بالمتقاتلين من المؤمنين ووجوب ألإصلاح بينهما وحتى مقاتلة الفئة التي تبغي على أختها خروجاً على أمر الله وسنة رسوله. يبين سبحانه أن المؤمنين أخوة وأن أخوة ألإيمان أقوى من اخوة النسب عند ألله سبحانه ثم يدعوا مرة أخرى إلى الإصلاح بين ألأخوة المتقاتلين وأن يتقي المؤمنون الله في أنفسهم وفيما بينهم وأن يكون المصلحون صادقين عادلين لايحابون إحدى الفئتين على حساب ألأخرى وأن يتقوا الله، المطلع على كل شئ، في هذا ألأمر الجلل، وذلك لعل الله سبحانه يرحمهم جميعاً في الدنيا وألآخرة.
( ألآية ١٢): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ).
في هذه ألآية الكريمة أوامر من ألله سبحانه للمؤمنين :
إجتناب الكثير من الظن ( وهو الظن السئ بالأخرين ) لإن بعضه إثم لا يرضاه الله.
عدم التجسس بينهم بعضهم ضد بعض لغايات سيئة لايرضاها الله سبحانه.
إجتناب الغيبة لإخوانهم المؤمنين وهي من أشد ألآفات التي تفتك بالمجتمع وتخلق الفتن والمشاحنات والفساد.
يدعوهم إلى تقوى ألله سبحانه في كل هذه ألأمور والخوف منه وتذكر مراقبته للمؤمن في كل أحواله وأعماله. ثم بعد ذلك إن الله تواب على الذين يتوبون من هذه ألأفعال المشينة. وهو رحيم بالمؤمنين سبحانه.
( ألآية ١٣) :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).