ولقد عني القرآن الكريم بالتقوى عناية كبرى، وأكثر من توجيه النفوس إليها. وكانت له في ذلك أساليب مختلفة فالقرآن أمر بالتقوى لله( ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) آل عمران ١٠٢. وذلك يكون بالتوجه إلى الله وحده في العبادة، وإجتناب ما يأباه من الشرك والخروج عن شرائعه وأحكامه العادلة. ووصف القرآن الكريم التقوى : بأنها صيانة للنفس عن كل ما يضر ويؤذي وألإبتعاد عن كل ما يحول بين ألإنسان وبين الغايات النبيلة التي بها كماله في جسمه وروحه، ولهذا وصف الله المتقين بأنهم تحلوا بالفضائل الإنسانية الحقة، حيث يقول تعالى :((لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة١٧٧. ولا تقتصر التقوى في القرآن الكريم على هذه الصفات بل يضاف إليها الصفات التالية : فالعدل من التقوى (اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)٨ المائدة. والعفو من التقوى (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)٢٣٧ البقرة. والإستقامة مع ألأعداء من التقوى (فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)٧ التوبة.