يقول محمد علي الصابوني في كتابه صفوة التفاسير: أي يصدقون بما غاب عنهم و لم تدركه حواسهم من البعث و الجنة و النار و الصراط والحساب و غير ذلك من كل ما اخبر عنه القرآن الكريم أو النبي (عليه الصلاة والسلام ). و يقيمون الصلاة : أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها و اركانها و خشوعها و آدابها. قال ابن عباس: أقامتها أتمام الركوع والسجود و التلاوة و الخشوع. ومما رزقناهم ينفقون : أي ومن الذي اعطيناهم من الأموال ينفقون و يتصدقون في وجوه البر و الأحسان، و الأية عامة تشمل الزكاة و الصدقة و سائر النفقات. و روي عن ابن عباس ان المراد بها زكاة الأموال. قال ابن كثير : كثيرا ما يقرن تعالى بين الصلاة و الأنفاق من الأموال لأن الصلاة حق الله و هي مشتملة على توحيده و تمجيده و الثناء عليه، والأنفاق هو الأحسان الى المخلوقين و هو حق العبد. فكل من النفقات الواجبة و الزكاة المفروضة داخل في الأية الكريمة.
و الذين يؤمنون بما انزل إليك: أي يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى و ما أنزل من قبلك أي بما جاءت به الرسل من قبلك لا يفرقون بين كتب الله ولا بين رسله.(( وبالآخرة هم يوقنون )) أي و يعتقدون اعتقادا جازما لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التي تتلو الدنيا بما فيها من بعث وجزاء و جنة ونار وحساب وميزان وإنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا. (( أولئك على هدى من ربهم )) أن أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة على نور وبيان وبصيرة من الله. (( وأولئك هم المفلحون )) أي و أولئك هم الفائزون بالدرجات العالية في جنات النعيم.