يقول سيد قطب : فالتقوى شعور في الضمير وحالة في الوجدان تنبثق منها اتجاهات و أعمال وتتوحد بها المشاعر الباطنة و التصرفات الظاهرة و تصل الإنسان بالله عز وجل في سره و جهره وتشف معها الروح فتقل الحجب بينها وبين الكلي الذي يشمل عالمي الغيب و الشهادة و يلتقي فيه المعلوم والمجهول. ويقول : ومع التقوى والأيمان بالغيب عبادة الله في الصورة التي اختارها وجعلها صلة بين العبد والرب.
ألأية (٢١) :(ياأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ). يقول سيد قطب : إن النداء الى الناس كلهم لعبادة ربهم الذي خلقهم و الذين من قبلهم، ربهم الذي تفرد بالخلق فوجب أن ينفرد بالعبادة، وللعبادة هدف لعلهم ينتهون إليه و يحققونه.
(لعلكم تتقون ) : لعلكم تصيرون الى تلك الصورة المختارة من صور البشرية صورة العابدين لله المتقين لله الذين أدو حق الربوبية الخالقة فعبدوا الخالق وحده رب الحاضرين و الغابرين و خالق الناس أجمعين، ورازقهم كذلك من ألأرض والسماء بلا ند و لا شريك.
ألأية (٢٤) :( فإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).


الصفحة التالية
Icon