بعد ان يتحدى الله سبحانه وتعالى الكفار وألمشركين ومن يدعون من شهدائهم ليأتوا بسورة من مثل هذا ألقرآن فأنه يتحداهم بعجزهم عن ذلك ويحذرهم بأن يتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة. يقول سيد قطب : وهذا التحدي ظل قائما في حياة الرسول (- ﷺ -) وبعدها وما يزال قائما إلى يومنا هذا وهو حجة لا سبيل للمماحكة فيها. والتحدي هنا عجيب و ألجزم بعدم امكانه أعجب ولو كان في الطاقة تكذيبه ما توانوا عنه لحظة. ومن ثم كان هذا التهديد المخيف لمن يعجزون عن هذا ألتحدي ثم لا يؤمنون بالحق الواضح. ويقول : والذين يتحداهم ألقرآن هنا فيعجزون ثم لا يستجيبون فهم إذ ن حجارة من الحجارة وان تبدوا في صورة آدمية من الوجهة الشكلية فهذا الجمع بين الحجارة من الحجر و الحجارة من الناس هو الأمر المنتظر، على أن ذكر الحجارة هنا يوحي إلى النفس بسمة أخرى في المشهد المفزع مشهد ألنار ألتي تأكل ألأحجار ومشهد ألناس الذين تزحمهم هذه ألأحجار في ألنار.
ألآية (٤١) :( آمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) : يدعوا الله سبحانه بني إسرائيل إلى الأيمان بالقرآن الكريم الذي انزل على محمد عليه السلام لأنه مصدقا لما معهم من الكتاب ويحذرهم أن يكونوا أول كافر بهذا القرآن وان لا يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا من متاع الدنيا او جاهها او مادياتها وفي نهاية الأيه يأمرهم بتقوى الله و الأيمان بآخر كتاب من عند الله.