الأيه (٤٨) :( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) : يحذر الله تعالى بني إسرائيل (بعد ان ذكرهم بنعمته عليهم ان فضلهم على العالمين في زمانهم الماضي ) ويخوفهم من ذلك المشهد الرهيب في يوم القيامة حيث لا شفاعة لمن لا يرضى الله ولا ناصر لهم حيث لا تجزي نفس عن غيرها فيأمرهم بإتقاء ذلك بالعودة الى دين الله الحق الذي يكفرون به و هو الإسلام.
ألأيه (٦٣) :(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). يقول محمد علي الصابوني: ( وإذ أخذنا ميثاقكم ) أي اذكروا يا بني إسرائيل حيث أخذنا منكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراة (ورفعنا فوقكم الطور ) أي نتقناه حتى أصبح كالظلة فوقكم وقلنا لكم ( خذوا ما أتيناكم بقوة ) أي اعملوا بما في التوراة بجد و عزيمة ( وأذكروا ما فيه ) أي احفظوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه ( لعلكم تتقون ) أي لتتقوا الهلاك في الدنيا و العذاب في الآخرة او رجاء منكم أن تكونوا من فريق المتقين. يقول سيد قطب: ولا بد من أخذ ألعهد بقوة وجد و استجماع نفس وتصميم لأن مع هذا من تذكر ما فيه و استشعار حقيقته كي لا يكون ألأمر كله مجرد حماسة و حمية وقوة، فعهد الله منهج حياة منهج يستقر في القلب تصورا وشعورا و يستقر في الحياة وضعا و نظاما و يستقر في السلوك أدبا وخلقا وينتهي إلى التقوى والحساسية برقابة الله و خشية المصير.


الصفحة التالية
Icon