يقول سيد قطب(رحمه الله) : وفي التعقيب على القصاص ترد إشارة إلى التقوى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي ألألباب)٠ وفي التعقيب على الوصية ترد ألإشارة إلى التقوى كذلك ( كتب عليكم اذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين و ألأقربين بالمعروف حقا على المتقين )٠ وفي التعقيب على الصيام ترد ألإشارة إلى التقوى أيضا (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ثم ترد نفس ألإشارة بعد الحديث عن ألاعتكاف في نهاية الحديث عن أحكام ألصوم (تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) ٠ و يقول معلقا على هذه ألآية متكلما عن القصاص انه ليس ألانتقام و ليس ارواء ألأحقاد إنما هو اجل من ذلك وأعلى. انه للحياة وفي سبيل الحياة بل هو في ذاته حياة ثم انه للتعقل و التدبر في حكمة الفريضة و لاستحياء القلوب و استجاشتها لتقوى الله٠ ويقول : وفي القصاص حياة على معناها ألأشمل ألأعم٠ فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها و اعتداء على كل إنسان حي يشترك مع القتيل في سمة الحياة، فإذا كف القصاص الجاني عن إزهاق حياة واحدة، فقد كفه عن ألاعتداء على الحياة كلها ٠
و يقول معلقا على ((لعلكم تتقون )) هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عن ألاعتداء، ألاعتداء بالقتل ابتداء وألأعتداء في الثأر أخيرا ٠ التقوى حساسية القلب و شعوره بالخوف من الله و تحرجه من غضبه و تطلبه لرضاه٠ انه بغير هذا الرباط
(( التقوى )) لا تقوم شريعة ولا يفلح قانون و لا يتحرج متحرج و لا تكفي التنظيمات الخاوية من الروح و الحساسية و الخوف والطمع في قوة اكبر من قوة ألانسان٠
ألآية(١٨٠ ) :( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)٠