يقول محمد علي الصابوني : أي زينت لهم شهوات الدنيا ونعيمها حتى نسوا ألأخرة و أشربت محبتها في قلوبهم حتى تهافتوا عليها و أعرضوا عن دار الخلود. و يسخرون من الذين آمنوا، أي وهم مع ذلك يهزؤن ويسخرون بالمؤمنين يرمونهم بقلة العقل لتركهم الدنيا و اقبالهم على الآخرة كقوله سبحانه إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. قال تعالى ردا عليهم : و الذين أتقوا فوقهم يوم القيامة. ، أي و المؤمنون المتقون لله فوق أولئك الكافرين منزلة و مكانة، فهم في أعلى عليين و أولئك في أسفل سافلين، والمؤمنون في الآخرة في أوج العز والكرامة و الكافرون في حضيض الذل والمهانة. و الله يرزق من يشاء بغير حساب، أي و الله يرزق أوليائه رزقا واسعا رغداً لافناء له ولا إنقطاع. أو يرزق في الدنيا من شاء من خلقه و يوسع على من شاء مؤمنا ً كان أم كافراً، براً أو فاجراً على حسب الحكمة و المشيئة دون أن يكون له محاسب سبحانه.
هنا ألتقاة مقابل الكفرة. ألتقاة في مكان عظيم أعده ألله سبحانه لهم فيه من رحمته كل شئ جميل و محبوب لله سبحانه، و الكفرة في مكان مهين لهم و مذل لهم جزاءً على كفرهم بأنعم الله و إغداقه عليهم من الخير والبركة و لكنهم لا يتقون و لا يشكرون.


الصفحة التالية
Icon