يقول محمد علي الصابوني : أي إتقوا ألله تقوى حقة أو حق تقواه. قال ابن مسعود هو أن يطاع فلا يعصى و أن يذكر فلا ينسى و أن يشكر فلا يكفر. و المراد بالآية حق تقاته أي كما يحق أن يتقى و ذلك بإجتناب جميع معاصيه. ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون : أي تمسكوا بالإسلام و عضوا عليه بالنواجذ حتى يدرككم الموت و أنتم على تلك الحالة فتموتون على الإسلام و المقصود ألإقامة على ألإسلام.
(ألآية ١١٥) :( َمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).
تتصل هذه الآية الكريمة بالآيتين السابقتين لها واللتان تتحدثان عن طائفة مؤمنة من أهل الكتاب (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ). يقول سيد قطب (رحمه الله) : وهي صورة وضيئة للمؤمنين من أهل الكتاب فقد آمنوا إيمانا صادقاً عميقاً وكاملا شاملا وانضموا للصف المسلم وقاموا على حراسة هذا الدين. آمنوا بالله واليوم الآخر وقد نهضوا بتكاليف ألإيمان وحققوا سمة ألأمة المسلمة التي إنضموا إليها ( خير أمة أخرجت للناس ) فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقد رغبت نفوسهم بالخير جملة فجعلوه الهدف الذي يسابقون فيه فسارعوا في الخيرات ومن ثم هذه الشهادة العلوية لهم أنهم من الصالحين. وهذا الوعد الصادق لهم أنهم لن يُبخسوا حقاً ولن يكفروا أجراً مع الإشارة إلى أن الله سبحانه علم أنهم من المتقين.
(ألآية ١٢٠) :( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).