تتحدث ألآية الكريمة عن بعض مشاعر و أحاسيس و مواقف أعداء ألإسلام تجاه المسلمين. فإن أصاب المسلمين خير أساءهم ذلك و إن أصاب المسلمين شرُ و أذى فرحوا بها وعلاج ذلك هو الصبر و ألتقوى. يقول سيد قطب : هذا هو الطريق الصبر و التقوى. ألتماسك و ألاعتصام بحبل ألله وما استمسك المسلمون في تاريخهم كله بعروة ألله وحدها وحققوا منهج ألله في حياتهم كلها إلا عزوا وانتصروا ووقاهم ألله كيد أعدائهم وكانت كلمتهم هي العليا. فالصبر وتقوى ألله هما مفتاح عز المسلمين ولا تقوم لهم قائمة أو قوة أو دولة يخشاها ألأعداء إلا إذا تمسكوا بالصبر والتقوى في ألإعداد لحماية دينهم ووجودهم.
(ألآية ١٢٣) :( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). يقول سيد قطب : إن ألله هو ألذي نصركم لحكمة نص عليها في مجموع هذه ألآيات، وهم لا ناصر لهم من أنفسهم ولا من سواهم. فإذا إتقوا و خافوا فليتقوا وليخافوا ألله الذي يملك ألنصر والهزيمة و ألذي يملك القوة وحده والسلطان فلعل ألتقوى أن تقودهم إلى الشكر وأن تجعله شكراً وافياً لائقاً بنعمة ألله عليهم على كل حال.
(ألآية ١٢٥ ): ( بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ).
في هذه ألآية الكريمة يربط ألله سبحانه و تعالى مساعدته للمؤمنين في المعركة بشرطين إثنين هما ألصبر و ألتقوى فإن تحققا فإن نصر ألله و عون ألله ومدد ألله بالملائكة آت لا ريب فيه. فالصبر و ألتقوى هما المفتاح كما أسلفنا في ألآية (١٢٠) السابقة.
( ألآية ١٣٠):( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).