قال ابن كثير : أي لا بد أن يعقد شيئا من المحنة يظهر فيها وليه و يفضح فيها عدوه، يعرف بها المؤمن ألصابر من المنافق الفاجر كما ميز بينهم أحد. ثم تتعرض ألآية لموضوع مهم وهو ألإطلاع على ألغيب الذي تؤكد عليه هو عدم إطلاع أحد على ألغيب في أي موضوع ولكن ألله سبحانه لحكمته يطلع بعض رسله على ما يشاء من ألغيب عن طريق الوحي من ألله أو كما حدث لنبينا محمد صلى ألله عليه وسلم في ألإسراء والمعراج. ثم تبين أن من آمن وأتقى فله أجر عظيم.
(ألآية ١٨٦ ) :( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُم ْوَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ).
يبين ألله سبحانه أنه سيبتلي ألمؤمنين في أموالهم و أنفسهم بالفقر و المصائب و ألأمراض وسينالهم من أهل ألكتاب ومن ألمشركين أذىً كثيراً من تكذيب وقتال و حروب، ثم يأمرهم بالصبر على ذلك و تقوى ألله سبحانه في كل هذه ألأحوال العصيبة لأن ذلك من ألأمور ألعظيمة ألتي تضمن لهم ألنصر والغلبة في هذا ألصراع المرير الدائم والمستمر الذي لا ينتهي لأن أعداء ألإسلام يتربصون به أبداً، وقد قيل أن ألنصر مع ألصبر.
( ألآية ١٩٨) :( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ ).
في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه بعض جزاء المتقين وهي الجنات التي تجري من تحتها ألأنهار، سيكونون خالدين فيها أبداً إلى ما شاء ألله سبحانه الذي أنزلهم بها. ويؤكد أن ما عند ألله خير للأبرار المؤمنين المتقين وهذا ألجزاء لا يعلمه و لا يمكن أن يتصوره بشر.