من صفات المتقين أنهم أخلاء متحابون في الدنيا والآخرة لإن محبتهم لبعضهم وعلاقاتهم كلها لله وليس لغاية دنيوية.
يعظمون شعائر الله.
١٧- يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
إن الصفات المذكورة أعلاه هي الصفات التي يحبها الله سبحانه ويثني عليها في ألإنسان المؤمن وكما هو واضح فهي أرقى الصفات ألإنسانية وأعلاها منزلة عند الله سبحانه وعند الناس كذلك.
جوهر التقوى وحقيقتها:
تقوم التقوى في حقيقتها وجوهرها على إستحضار القلب لعظمة الله تعالى وإستشعار هيبته وجلاله وكبريائه والخشية لمقامه والخوف من حسابه وعقابه. وإذا كان هذا معنى التقوى فإن نطاقها لا ينحصر في إجتناب الكبائر فحسب، بل إنه يمتد ليشمل كل ما فيه معنى المخالفة لإوامر الله حتى لو كان من اللمم أو الصغائر. وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقال قائلهم : لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن أنظر لمن عصيت. بل إنهم جعلوا من تمام معناها أن تتضمن الورع عن بعض ما هو طيب أو حلال، حذراً من مقاربة الحرام. وفي ذلك يقول أبو الدرداء ( رضي الله عنه ) : تمام التقوى أن يتقى العبد الله حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال، خشية أن يكون حراماً.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول: سمعت رسول بالله } - ﷺ - ﴿ يقول: (الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات، واستبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام كالراعي حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه. ألا وإن لكل ملك حمى. ألا، وإن حمى الله محارمه. ألا، وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله. وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا، وهي القلب). ( البخاري كتاب الفتن ).
قال رسول الله ﴾ - ﷺ - { : لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لابأس به حذراً مما به بأس (عن كتاب التذكرة في الوعظ لأبن الجوزي)