في هذه ألآية الكريمة يبين ألله سبحانه و تعالى بعض ما أُحل للمسلمين من ألطعام وهي الطيبات من ألأكل وكل الحلال طيب ثم ما تصطاده جوارحهم وكلاب الصيد التي علموها الصيد شرط ذكر اسم ألله عليه. يقول سيد قطب : ثم يردهم في نهاية ألآية إلى تقوى ألله و يخوفهم سريع حسابه. فيربط أمر الحل و الحرمة كله بهذا الشعور الذي هو المحور لكل نية وكل عمل في حياة المؤمن و الذي يحول ألحياة كلها صلة بالله و شعوراً بجلاله و مراقبة له في السر و العلانية (و أتقوا ألله إن ألله سريع الحساب ).
(ألأية ٧) :((وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)).
يقول محمد علي الصابوني : الخطاب للمسلمين والنعمة هي ألإسلام وما صاروا إليه من إجتماع الكلمة والعزة أي اذكروا أيها المؤمنون نعمة ألله العظمى عليكم بالإسلام وعهده الذي عاهدكم عليه رسول ألله حين بايعتموه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره. أي اتقوا ألله فإنه عالم بخفايا نفوسكم فيجازيكم عليها.
في هذه ألآية الكريمة حث للمؤمنين على الوفاء بما واثقوا ألله ورسوله عليه وأمر بتقوى ألله بالوفاء بذلك لأنه يعلم ما يسرون وما يعلنون. من أسر و أعلن تمسكه بهذا الميثاق فقد فاز و اتقى ألله وإلا فإنه الخاسر إذا أعلن غير ما يسر في صدره أو أعلن وأسر عدم التمسك بهذا ألميثاق العظيم. يقول سيد قطب : والتعبير بذات الصدور تعبير مصور معبر موحٍ، تمر به كثيراً في القرآن ألكريم فيحسن أن ننبه إلى مافيه من دقة وجمال وإيحاء. وذات الصدور : أي صاحبة الصدور أللازمة لها، اللآصقة بها وهي كناية عن المشاعر الخافية والخواطر الكامنة وألأسرار الدفينة التي لها صفة الملازمة للصدور والمصاحبة، وهي على خفائها وكتمانها مكشوفة لعلم ألله ألمطلع على ذات الصدور.


الصفحة التالية
Icon