يقول سيد قطب : فالخوف ينبغي أن يكون من ألله. فهذا هو الخوف أللائق بكرامة ألإنسان. أما الخوف من السيف والسوط فهو منزلة هابطة ولا تحتاج إ ليها إلا النفوس الهابطة. والخوف من ألله أولى وأكرم وأزكى. على أن تقوى ألله هي ألتي تصاحب ألضمير في ألسر والعلن، وهي التي تكف عن ألشر في الحالات ألتي لا يراها ألناس ولا تتناولها يد ألقانون. وما يمكن أن يقوم ألقانون وحده – مع ضرورته – بدون ألتقوى، لأن ما يفلت من يد ألقانون حينئذٍ أضعاف أضعاف ما تناله. ولا صلاح لنفس ولا صلاح لمجتمع يقوم على ألقانون وحده بلا رقابة غيبية وراءه، وبلا سلطة إلهيه يتقيها ألضمير. إتقوا ألله واطلبوا إليه الوسيلة وتلمسوا ما يصلكم من ألأسباب. وفي رواية عن إبن عباس (رضي ألله عنه ) ( أي إبتغوا إليه الحاجة ) والبشر حين يشعرون بحاجتهم إلى ألله وحين يطلبون عنده حاجتهم يكونون في الوضع الصحيح للعبودية أمام الربوبية، ويكونون بهذا في أصلح أوضاعهم وأقربها إلى الفلاح وكلا التفسيرين يصلح للعبادة ويؤدي إلى صلاح ألقلب وحياة ألضمير وينتهي إلى الفلاح المرجو.
)ألآية٤٦) :((وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ))


الصفحة التالية
Icon