يقول سيد قطب : فقد آتى ألله سبحانه عيسى ابن مريم ألإنجيل ليكون منهج حياة وشريعة حكم ولم يكن ألإنجيل في ذاته تشريعاً إلا تعديلات طفيفة في شريعة التوراة وقد جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة فاعتمد شريعتها فيما عدا هذه التعديلات الطفيفة وجعل ألله فيه هدى ً ونوراً وهدىً وموعظةً ولكن لمن؟ ((للمتقين)). فالمتقون هم اللذين يجدون في كتاب ألله الهدى والنور والموعظة، هم اللذين تتفتح قلوبهم لما في هذه الكتب من الهدى والنور وهم اللذين تتفتح لهم هذه الكتب عما فيها من الهدى والنور، أما القلوب الجاسية الغليظة الصلدة فلا تبلغ إليها الموعظة ولا تجد في الكلمات معانيها ولا تجد في التوجيهات روحها ولا تجد في العقيدة مذاقها ولا تنتفع من هذا الهدى ومن هذا ألنور بهداية ولا معرفة ولا تستجيب. إ ن ألنور موجود ولكن لا تدركه إلا البصيرة المستشرفة و إن الموعظة موجودة ولكن لا يتلقاها إلا القلب الواعي.
(ألآية ٥٧ ) )) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )).
في هذه ألآية الكريمة يحذر ألله سبحانه المؤمنين من إتخاذ أهل الكتاب أللذين يستهزؤن بدين ألإسلام والكفار أللذين يكفرون بكل ألأديان، يحذرهم من إتخاذهم أولياء ويقرن كل ذلك بتقوى ألله لأنه لا مساومة ولا مجاملة ولا تساهل مع من يستهزئ بالدين عقيدة وشريعة وتطبيقاً.
(ألآية ٦٥ ) :(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ).


الصفحة التالية
Icon