يقول محمد علي الصابوني: قال إبن عباس : لما نزل تحريم ألخمر قال قوم كيف بمن مات منا وهو يشربها ويأكل ألميسر فنزلت وأخبر ألله تعالى إن الإثم والذم إنما يتعلق بفعل ألمعاصي والذين ماتوا قبل التحريم ليسوا بعاصين. (إذا ما إتقوا وعملوا الصالحات ) أي ليس عليهم جناح فيما تناولوه من المأكل والمشروب إذا اتقوا المحرم وثبتوا على ألإيمان و ألأعمال ألصالحة (ثم أتقوا وآمنوا ): أي إتقوا المحرم وآمنوا بتحريمه، يعني اجتنبوا ما حرمه ألله معتقدين حرمته. (ثم إتقوا وأحسنوا ) أي ثم استمروا على تقوى ألله و اجتناب ألمحارم وعملوا ألأعمال الحسنة ألتي تقربهم من ألله. (والله يحب ألمحسنين) أي يحب المتقربين إليه بالأعمال الصالحة. قال في ألتسهيل : كرر التقوى مبالغة وقيل ألرتبة ألأولى إتقاء الشرك، والثانية إتقاء المعاصي، والثالثة إتقاء مالا بأس به حذراً مما به بأس.
(ألآية ٩٦): ((أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )).
في هذه ألآية الكريمة تشريع يخص الطعام فطعام البحر وصيده حلال مطلق في كل ألأحوال إلا أن صيد البر محرم في حالة الإحرام لحكمة يعلمها ألله سبحانه وقرن سبحانه وتعالى هذا بالدعوة إلى تقوى ألله سبحانه في هذه ألأحوال فمن لا يتقي ألله فإنه يقع في المحذور ويحل ما حرم ألله من الطعام والصيد وأنذرهم أنهم إلى ألله محشورون يوم ألقيامة للثواب و العقاب.
(ألآية١٠٠): ((قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))


الصفحة التالية
Icon