يقول محمد علي الصابوني : أي خوف يا محمد بهذا ألقرآن المؤمنين المصدقين بوعد ألله ووعيده ألذين يتوقعون عذاب ألحشر وقال أبو حيان : وكأنه قيل : أنذر بالقرآن من يرجى أيمانه، وأما الكفرة المعرضون فدعهم و رأيهم، ليس لهم غير ألله ولي ينصرهم ولا شفيع يشفع لهم. (لعلهم يتقون ) : أي أنذرهم لكي يتقوا ألكفر و ألمعاصي. ومن الواضح في هذه ألآية ألكريمة أن ألتقوى هي منتهى ما يريده ألله سبحانه وتعالى من ألمؤمنين المصدقين بيوم ألقيامة وأنهم محشورون إلى ربهم.
(ألآية ٦٩): ((وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )).
في ألآية الكريمة السابقة تحدث سبحانه عن إعراض المؤمنين عن الذين يخوضون في آيات ألله. في هذه ألآية الكريمة يبين سبحانه أن حساب أولئك الخائضين في آيات ألله ليس على المتقين وإنما حساب الكل على ألله سبحانه، وإنما ألإعراض عنهم هو تذكير لهم ونبذ لهم لعلهم يرجعون عن غيهم و ظلمهم ويتحولوا إلى قوم متقين يخشون ألله ولا يتكلموا ويجادلوا فيما لا يرضي ألله. يقول ألصابوني : أي ليس على المؤمنين شئ من حساب ألكفار على إستهزائهم وضلالهم إذا تجنبوهم فلم يجلسوا معهم ولكن عليهم أن يذكروهم ويمنعوهم عما هم عليه من القبائح بما أمكن من ألعظة والتذكير ويظهروا لهم الكراهة لعلهم يجتنبون الخوض في ألقرآن حياءً من ألمؤمنين إذا رأوهم قد تركوا مجالستهم. يقول إبن عطية : ينبغي للمؤمن أن يمتثل حكم هذه ألآية مع الملحدين وأهل ألجدل والخوض فيه.
(ألآية ٧٢): ((وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )).


الصفحة التالية
Icon