في هذه ألآية الكريمة جمع سبحانه بين ألصلاة التي هي عماد الدين وبين ألتقوى التي تبين آيات كثيرة أنها منتهى ما يريده ألله سبحانه من ألمؤمن، فاجتماعهما معاً في رجل واحد من الذين يؤمنون بالحشر ويوم القيامة والوقوف بين يدي ألله سبحانه هو ألذي سوف ينجيه من عذاب ألآخرة ويدخله الجنة للتمتع بما أعد ألله سبحانه للمؤمنين.
(ألآية ١٥٣): ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).
يقول سيد قطب : إنه صراط واحد، صراط ألله، وسبيل واحدة تؤدي إلى ألله... أن يفرد ألناس ألله سبحانه بالربوبية ويدينوا له وحده بالعبودية وأن يعلموا أن ألحاكمية لله وحده وأن يدينوا لهذه ألحاكمية في حياتهم الواقعية. هذا هو صراط ألله وهذا هو سبيله وليس وراء السبل التي تتفرق بمن يسلكونها عن سبيله. ثم يقول : فالتقوى هي مناط ألإعتقاد والعمل والتقوى هي ألتي تفئ بالقلوب إلى ألسبيل. يقول محمد علي الصابوني : أي وبأن هذا ديني المستقيم شرعته لكم فتمسكوا به ولا تتبعوا ألأديان المختلفة والطرق الملتوية فتفرقكم وتزيلكم عن سبيل الهدى. عن إبن مسعود قال: خط لنا رسول ألله (- ﷺ -) يوماً خطاً ثم قال هذا سبيل ألله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن يساره ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه. ثم يقول: كرر الوصية على سبيل ألتوكيد أي لعلكم تتقون ألنار بامتثال أوامر ألله واجتناب نواهيه. يقول إبن عطية : والسير في الجادة المستقيمة يتضمن فعل الفضائل ولا بد لها من تقوى ألله جاءت العبارة(لعلكم تتقون ).
(ألآية ١٥٥) :((وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))


الصفحة التالية
Icon