يقول الصابوني: أي وهذا القران الذي أنزلناه على محمد (- ﷺ -) كتاب عظيم الشأن كثير المنافع مشتمل على أنواع الفوائد الدينية والدنيوية. تمسكوا به واجعلوه إماما واحذروا أن تخالفوه لتكونوا راجين للرحمة. في هذه الآية الكريمة أمر بإتباع ما جاء في القران من عقائد وشرائع وأحكام مقرونة بتقوى الله سبحانه ليكون الجزاء هو الرحمة من الله سبحانه. انه جزاء عظيم فليتصور المؤمن أن الله سبحانه سيرحمه وبذلك يدخل الجنة ويتخلص من الجحيم والسعير الذي أعد للكافرين بكتاب الله والبعيدين عن مخافة الله وتقواه فيا ويلهم ويا خسارتهم.
سورة ألأعراف :
(ألآية٢٦) ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يذَكَّرُونَ)).
يقول محمد علي الصابوني : أي أنزلنا عليكم لباسين، لباساً يستر عوراتكم، ولباساً يزينكم وتتجملون به. قال الزمخشري: الريش لباس الزينه استعير من ريش الطير لإنه لباسه وزينته.(ولباس التقوى ذلك خير) أي ولباس الورع والخشية من ألله تعالى خير ما يتزين به المرء فإن طهارة الباطن أهم وأجمل من الظاهر، قال الشاعر :
وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
(ذلك من آيات ألله) أي إنزال اللباس من ألآيات العظيمة الدالة على فضل ألله ورحمته على عباده. (لعلهم يذّّكرون) أي لعلهم يذكرون هذه النعمة فيشكرون ألله عليها.
في هذه ألآية الكريمة بيان للمؤمنين أن تقواهم لله سبحانه هي خير من جميع مظاهر الزينة والترف والتظاهر والتفاخر أللتي يغتر بها البشر وتبهرهم بمظاهرها الخادعة المغوية لضعاف النفوس والتي تغريهم بالإنغماس بها والغفلة عن تقوى ألله وطاعته.


الصفحة التالية
Icon