ولما كان تجويد كلام الرب الحميد سبحانه وتعالى سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول حتى تنتهي إلى خير البشر محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام خير من تلا كتاب ربه تبارك وتعالى، كان لابد من الأخذ عن المشايخ المتقنين الضابطين ؛ كي لا تنقطع هذه السلسلة الذهبية : سلسلة قراء كتاب رب العالمين، فالقرآن له صفة مخصوصة يتلى بها، وأحكام معلومة يجب مراعاتها والوقوف عندها، وإلا وقع القارئ في اللحن الجلي و الخفي.
ولما تكفل الرب الكريم بحفظ كتابه فقال :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر ٩، هيأ الله تعالى لكتابه أئمة أعلاما تعلموا القرآن وعلموه، ولما قصرت الهمم في هذا الزمان وأصبح الكثير من الدعاة فضلا عن العوام لا يحسنون قراءة القرآن أحببت أن أخرج بعضا من نوادر كتب التجويد تبين كيفية قراءته للعامة، وتعطي للخاصة أفاق جديدة في تجويد القرآن الكريم لا يعرفها إلا العلماء القرآنيين.
وكان من جملة هذه الكتب هذا الكتاب الفذ ( أحكام رواية حفص ) الذي كتبة تلميذ هو الشيخ الإمام محمد السيد على من فم شيخ عملاق من علماء القرآن و القراءات وهو الشيخ محمود محمد فراج من بلدة ريفة بأسيوط، وسوف تجد في هذه الرسالة الصغيرة الحجم ما يبهرك و يعجبك ؛ فيزيد العالم علما، ويعطي للطالب المبتدئ ما يريد من علم.
وقد قدمت لهذه الرسالة بمقدمة بينت فيها معنى التجويد، وأهميته، وما كتب فيه، وترجمت لعاصم، وحفص، والشيخ فراج، والشيخ محمد السيد صاحب الرسالة، وكتبت النص بالخط العربي المألوف للطباعة، وحاولت التعليق على بعض الإبهام. والله أسأل أن يجعل عملي في هذه الرسالة في ميزان الحسنات و الله الهادي و الموفق للصواب.
خالد حسن أبو الجود
بورسعيد ـ مصر
abouelgood@maktoob.com