نحو قوله تعالى :( ألم ) يقال له مد لازم حرفي مثقل ومخفف، فإن قيل كيف يجتمع الثقل و الخفة في مد واحد ؟.
ج: هما في الحقيقة مدان مد لازم حرفي مثقل وهو ( لاَمّ )، ومد لازم حرفي مخفف وهو ( ميم )، لكن لما اجتمعا قيل لهما مد لازم حرفي مثقل ومخفف اختصارا.
ومعلوم أن المد اللازم الحرفي بقسميه يقع أول الصور وحروفه ثمانية يجمعها :( كم عسل نقص )، فالنون كـ ( نون والقلم )، والقاف كـ ( ق والقرآن )، والصاد كـ ( ص والقرآن )، والكاف كـ ( كهي(١) )، والميم كـ ( حم )، والعين كـ ( عص(٢) )، إلا أن عين هذه فيها وجهان : وهما التوسط والمد، و السين كـ ( يس )، واللام كـ ( الر )، وهذه هي الأحرف الثلاثية التي يكون فيها المد اللازم الحرفي بقسميه إلا ( ألف ) من نحو ( الم ) لأنه ليس له مدخل في المدود أصلا لا طبيعي ولا غيره لعدم وجود حرف المد فيه.
وأما الحروف الثنائية التي في أوائل السور فتمد مدا طبيعيا وحروفه خمسة يجمعها ( حي طهر ) فالحاء كـ ( الحاء ) من ( حم )، والياء كـ ( الياء ) من ( يس )، والطاء والهاء كـ ( طه ما أنزلنا )، والرا كـ ( الر ) انتهى.
أقسام المد
اعلم أن أقسام المد إحدى عشرة : واحد أصلي وهو المد الطبيعي، وعشرة فرعية وهي : المد المتصل، والمد المنفصل، ومد البدل، والمد العارض للسكون بأقسامه الثلاثة، والمد اللازم بأقسامه الأربعة :
فالمد الطبيعي أصلي لأنه يتوقف على موجب فقط ولا يتوقف على سبب، والعشرة الفرعية فرعية لأنها تتوقف على موجب وسبب.
أسباب المد :
ثم إن الأسباب ثلاثة وهي : الهمزة، والسكون العارض، والسكون الأصلي :
فالهمزة سبب في المد المتصل والمد المنفصل ومد البدل، والسكون العارض سبب في المد العارض للسكون بأقسامه الثلاثة، والسكون الأصلي سبب في المد اللازم بأقسامه الأربعة.
(٢) من أول مريم.