قطع الجميع، ووصل الثاني بالثالث، ووصل الأول بالثاني، و وصل الجميع ما عدا أول سورة التوبة.
ففي أول سورة التوبة تأتي بالاستعاذة فقط، و حينئذ يكون لك أول سورة التوبة وجهان : الوقف على الاستعاذة، ووصلها بأول السورة.
تنبيه :
إن قيل ما حكم الإتيان بالبسملة أول سورة التوبة ؟
ج : جرى في حكمها أول سورة التوبة خلاف(١)، فقيل : يكره الإتيان بالبسملة أول التوبة وتستحب في أثناءها، و هذا قول الشيخ الرملي وهو المعتمد، وقيل تحرم البسملة أول التوبة وتكره في أثناءها، وهذا قول السيد ابن حجر وهو ضعيف(٢).
أوجه ما بين السورتين :

(١) ترك البسملة في اول براءة لعدم ورود الرواية بها عن رسول الله ﷺ، ولترك كتابتها في المصحف، فقد حذفت لحذفها من المصحف، وتقرأ في سار السور لثبوتها فيه.
(٢) ضابط لبعض علماء القراءات لحكم الاتيان بالبسملة أول التوبة من تحريرات الميهي :
و بسملة حرم لبدء براءة و تكره في الأثناء و هذا مطلبي
و ذا لابن عبد الحق و الهيثم الذي بمكة ثاو و الخطيب المهذبي
و رمليهم قد قال يبدأ بكرهها و تندب في الأثناء و هذا مذهبي
وعلة حذف البسملة من أول براءة لأن البسملة آية أمان وبراءة نزلت بنقض عهد المشركين وإعلان الحرب عليهم، وهذا لا يتناسب مع الأمان، فالبسملة رحمة وبراءة عذاب ( الكشف عن وجوه القراءات، مكي بن أبي طالب ١/١٩)، ولأن الأنفال وبراءة سورة واحدة وهو قول مردود وحديثه ضعيف ( انظر مسند أحمد بتحقيق شاكر حديث ٣٩٩)، ولأن رسول الله ﷺ لما كتب البسملة في صلح الحديبية ردوها عليه فما ردها الله عليهم والصحيح أن الأنفال وبراءة سورتان وتركت البسملة في أولها لأنها لم تنزل فيها.


الصفحة التالية
Icon