بعد ذلك احتاج العلماء إلى إفراد القواعد المؤلفة في التفسير لوحدها، لماذا احتاجوا إليها؟ لأننا في أصول الفقه لا نأتي بالقاعدة مجردة، وإنما نأتي بالقاعدة، ونذكر الأقوال فيها، ونذكر الأدلة، ثم نرجح بينها، أما في قواعد التفسير، وقواعد المصطلح، فإننا نأخذ قواعد مسلمة، لا نحتاج فيها إلى استدلال، ولا نحتاج فيها إلى ذكر أقوال،
.............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإنما تأتي بالقول الراجح، سواء في المصطلح، أو في قواعد التفسير.
هذا العلم ما حكم تعلمه؟ هو من فروض الكفايات، الذي يجب على الأمة أن يوجد فيها من يعلمه؛ من أجل أن نتمكن من فهم كتاب الله - عز وجل - وأن نطبقه على الوقائع والحوادث التي تحدث على الأمة، فإذا تركته الأمة جميعا أثموا، وهذا العلم -علم أصول التفسير- يستمد من علم أصول الفقه، كما تقدم سابقا، وعلم الأصول يستمد من شيئين، من الأدلة الشرعية كتابا وسنة، ويستمد من لغة العرب، فإن القرآن نزل بلغة العرب، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا ﴾ (١) فإذا أردنا أن نفهم هذا الكتاب، فلا بد أن نكون ملمين بلغة العرب.