قال المؤلف -رحمه الله- تعالى: مقدمة في التفسير، بسم الله الرحمن الرحيم بسم: جار ومجرور، وهنا الجار والمجرور لا بد أن يكون متعلقا بشيء، ويصح أن يكون متعلقا باسم، كأن تقول ابتدائي باسم الله، ويصح أن يكون متعلقا بفعل، كأن تقول: أبتدئ باسم الله، وكلاهما وارد في القرآن، قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ (١) هنا علق الجار والمجرور بالاسم، وقال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) ﴾ (٢) اقرأ فعل وباسم تعلق بهذا الفعل، بسم الله: الله علم على الذات الإلهية، والرحمن الرحيم صفتان من أوصاف الله - عز وجل - واسمان من أسماءه تتضمنان صفة الرحمة، الرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله - عز وجل - يتضمنان صفة الرحمة؛ لأن الأسماء المشتقة تدل على اتصاف الله - عز وجل - بالصفة التي اشتقت منها هذه الأسماء.
وأنتم تعلمون أن ما يضاف إلى الله - عز وجل - ثلاثة أشياء، الأول أفعال، فهذه لا يشتق منها شيء، والثاني صفات والصفات يشتق منها الأفعال، والثالث الأسماء فإذا أثبتنا الاسم فمعناه أننا نثبت الصفة، ونثبت الفعل، وإذا أثبتنا الصفة، فمعناه أننا نثبت الفعل، ولا يلزم منه إثبات الاسم، وإذا أثبتنا الفعل، فإنه لا يلزم من ذلك أن نثبت لله صفة ولا اسما.
.............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذه البسملة لها مكانة في الشريعة ومنزلة، وقد شرع الله لنا البدء بالبسملة في عدد من الأعمال منها: الوضوء، الأكل، قراءة القرآن، الجماع، دخول الخلاء، كتابة الرسائل.
(٢) - سورة العلق آية : ١.