قال :(وبيانه) يعني أن هذا القرآن معجز فيما يوجد فيه من البيان، ولفظة البيان قد يراد بها الوضوح والظهور، وقد يراد بها علم البيان المعروف عند البلاغيين، ففي القرآن أوجه التشبيه والصور البلاغية ما لا يوجد في غيره؛ ولذلك وجد في العصور الأولى من إذا ورد عليه القرآن تغيرت حاله وانقلبت، بل في عصورنا الحاضرة تجد الإنسان مستمرا على المعصية ومداوما على فعل الكبائر فتقرأ عليه آية من القرآن فتتحول حاله؛ ولذلك لا يبخلن أحد منكم على نفسه بالإرشاد والدلالة إلى الخير ولو بذكر آيات في القرآن ؛ ولهذا نجد بعض الناس إذا
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت عليه آية من آيات النعيم استبشرت نفسه وإذا قرأت عليه آية من آيات العذاب تأثرت نفسه وبدا منه البكاء وبدا منه الخوف والترقب.
قوله :(وفصاحته) الكلام الفصيح هو الموصل للمعنى المقصود بأقصر الألفاظ بلا زيادة ولا نقصان، هذا هو الكلام الفصيح والقرآن فيه من الفصاحة ما لا يوجد في غيره، فهو يوصلك بسرعة إلى المقصود المراد ولا يكون في هذا المعنى زيادة ولا نقصان.
قول المؤلف هنا :(وحسن تأليفه) يعني أن حروف القرآن متفقة غير متنافرة، متآلفة غير متنافرة ما تجد في ألفاظ القرآن أن حروفه متنافرة بحيث يبتعد الإنسان عن هذا اللفظ كما قالوا في بعض الألفاظ التي فيها حروف متنافرة (الهعخع) ونحو ذلك هذه حروف متنافرة، لا تستحسن النفس اجتماعها في محل واحد، وفي كلمة واحدة، فهذا التنافر بين الحروف غير موجود في القرآن، وكذلك لا يوجد في القرآن تنافر في الكلمات في الجملة الواحدة، فجمل القرآن متسقة وكذلك الجمل متآلفة في الحروف والكلمات والجمل كلها متآلفة غير متنافرة.


الصفحة التالية
Icon