فمثال ذلك إيلام الجاني بالضرب أو القتل، لا ننظر إلى قضية الشخص الجاني فقط، وإنما ننظر إلى هذه المسألة من جميع جهاتها ومن جميع أطرافها، فقتل الجاني فيه مصلحة للناس أجمعين لإبعاد القتل عنهم، وفيه مصلحة لأولياء الدم بشفاء نفوسهم وابتعاد الغيظ من قلوبهم وبالتالي يعود ذلك على الأمة بوجود المحبة والتآخي فيها، بل في ذلك أيضا مصلحة للجاني نفسه من تكفير ذنبه وشفاء سقمه، وكذلك فيما تقرره الشريعة في الأحكام سواء في العقوبات بجلد أو قطع أو رجم أو قتل أو صلب، أو ما تقرره الشريعة في غير أبواب الجنايات والحدود سواء في أبواب النكاح أو في أبواب البيوع أو في أبواب العبادات.
ونحن في كل يوم نشهد ونلاحظ أننا نتوصل إلى فوائد جديدة للبشرية وللخلق أجمعين من تطبيق أحكام شريعة الإسلام بعد أن كان يُشنّع على قضية الختان أصبحت هذه القضية من الأمور التي يُرغِّب فيها الأطباء ويحثون عليها، تعرفون أنتم ما يذكر في قصة حديث الذبابة لما جاء بعض الناس ممن لم يستقر إيمانه في قلبه وعلم بصحة حديث الذبابة إلا أنه أنكره باستبعاده ثم بعد ذلك علمنا أن هذا الحديث موافق لما هو واقع وحاصل، فإن في أحد جناحي الذبابة داء وفي جناحها الآخر دواء، ونحن لم نستفد هذه المعلومة من هؤلاء الباحثين الجدد وإنما استفادتنا لهذه المعلومة من كلام النبي - ﷺ -.