هل مثل هذا التمثيل بإيراد آيات من القرآن على أمور محسوسة مشاهدة أو وقائع من بعض الأفراد هل هذا أمر سائغ أو أمر ممنوع منه؟ هذا موطن خلاف بين الفقهاء منهم من منع؛ لأن القرآن قد نزل للتعبد به والعمل بما فيه، وليس هذا الاستعمال من أغراض إنزال القرآن، والقول الآخر بجواز مثل ذلك وعدم المنع منه، وهذا القول أصح لما ورد في حديث علي أن " النبي - ﷺ - دخل على علي وفاطمة فقال :"ألا تصليان من الليل" فقال علي - رضي الله عنه - إن الله قد قبض أنفسنا وأرواحنا. خرج النبي - ﷺ - يضرب فخذه ويقول ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (٥٤) ﴾ (١) ".
القسم في القرآن
قال رحمه الله تعالى :(الإقسام : القسم تحقيق للخبر وتوكيد له، ولا يكون إلا بمعظَّم، وهو تعالى يقسم بنفسه المقدسة الموصوفة بصفاته، وبآياته المستلزمة لذاته وصفاته تارة على التوحيد وتارة على أن القرآن حق، وتارة على أن الرسول حق وتارة على الجزاء والوعد والوعيد وتارة على حال الإنسان، والقسم إما ظاهر وإما مضمر، وهو قسمان: قسم دلت عليه اللام نحو :﴿ * لَتُبْلَوُنَّ ﴾ (٢) وقسم دل عليه المعنى نحو :﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ (٣).
ــــــــــــــــــــــــ
ذكر المؤلف هنا ما يتعلق بالقسم في القرآن، وقد ألف ابن القيم في هذا الموضوع كتابا طبع في مجلدين عنوانه: (التبيان في أقسام القرآن) قال المؤلف: ( القسم، القسم هو الحلف بمعظم) قال (وفي القسم تحقيق للخبر وتوكيد له) هذه فائدة من فوائد وجود القسم في القرآن، والتوكيد في لغة العرب وتحقيق الخبر له طرق متعددة : منها القسم، ومنها أدوات التأكيد مثل (إنَّ) ونحو ذلك.

(١) - سورة الكهف آية : ٥٤.
(٢) - سورة آل عمران آية : ١٨٦.
(٣) - سورة مريم آية : ٧١.


الصفحة التالية
Icon