بين المؤلف في هذا الفصل أن الكلام ينقسم إلى خبر وإنشاء، ومعنى الخبر، قال: ما يدخله التصديق والتكذيب، فالكلام الذي يمكن أن يوجه عليه حكم التصديق أو التكذيب يعتبر خبرًا، ومن أمثلته إذا قلت : محمد بالسوق ومحمد ذاهب فحينئذ يحق أن يقال هذا خبر صادق، أو هذا خبر كاذب، وأما الإنشاء فالمراد به الكلام الذي لا يحكم عليه بتصديق أو تكذيب، ومن أمثلته هل جاء محمد؟ لا يصح لك أن تقول حينئذ صدقت أو كذبت، وما ارتضاه المؤلف هنا من تقسيم الكلام إلى هذين القسمين عليه جماهير البلاغيين والأصوليين وعلماء علوم القرآن.
وقد قال طائفة بتقسيمه إلى أقسام أكثر من هذا، وهذه التقسيمات في الحقيقة عائدة إلى الإنشاء، ومن أمثلة ذلك أن بعضهم جعل الكلام ثلاثة أنواع: خبر وإنشاء وتعجب، وبعضهم قال: خبر وإنشاء وطلب، قال: الإنشاء ما يتعلق بالماضي مثل الاستفهام، والطلب ما يتعلق بالزمان القادم مثل أحضِر لي ماءً، والصواب ما عليه الجماهير من دخول
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
الاستفهام والتعجب في الإنشاء؛ لأنه لا يدخلهما التصديق ولا التكذيب فكانا من الإنشاء.