ـــــــــــــــــــــــ
والاستفهام في الأصل أنه إنشاء، لفظا ومعنى، ولكنه إذا كان استفهاما إنكاريا فإن حقيقته الخبر، مثل قوله -سبحانه-: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) ﴾ (١) هذا ظاهره الاستفهام، والمراد به النفي، أنه ليس له -سبحانه- مماثل.
ثم قال في تعريف الخبر: الخبر يدخله التصديق والتكذيب. وزاد بعضهم: لذاته. لإخراج أخبار الله ورسوله - ﷺ - فإنهما لا يدخلهما التكذيب، لكن ليس لذات الخبر، وإنما لأمر خارج، وهو كونه من عند الله سبحانه وتعالى.
وبعضهم يقول: الخبر ما احتمل الصدق أو الكذب لذاته. ثم بين المؤلف أنواع الأخبار:
الأول: تقسيم للخبر باعتبار الإثبات والنفي، باعتبار نوع النسبة، وهنا تقسيم للخبر باعتبار المخبر عنه، المخبر عنه ينقسم إلى قسمين: إخبار عن الخالق -سبحانه وتعالى-، سواء كان إخبارا عن أفعاله، أو عن صفاته، أو عن أسمائه.
قال: فالإخبار عن الخالق هو التوحيد بأنواعه الثلاثة: توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية. وما يتضمنه ذلك التوحيد من أسماء الله وصفاته.
والنوع الثاني من الأخبار: الإخبار عن المخلوق المخلوقات، وهذه قال المؤلف بأنها هي القصص، وأن الله -سبحانه وتعالى- في الكتاب العزيز قد قص علينا قصص كثير من الأنبياء.
وهذا الإخبار عن المخلوق على نوعين:
النوع الأول: إخبار عن أمور قد حصلت ووقعت، مثل: قصص الأنبياء السابقين، وما حصل للمكذبين، وقصص خلق السماوات والأرض، فهذا إخبار عن ماض.
والنوع الثاني: إخبار عن أمر آت مستقبلا، مثل الإخبار عن الجنة والنار وما فيهما من النعيم المقيم والثواب العظيم، وكذلك ما في النار من العقوبة الأليمة، نعم.
طرق وأوجه التفسير
تفسير القرآن بالقرآن
قال -رحمه الله-: طرق التفسير.

(١) - سورة مريم آية : ٦٥.


الصفحة التالية
Icon