وإن كان المأثور عن الخلفاء الراشدين في تفسير القرآن قليلا، ولم يرد عنهم تفسير كثير للقرآن، وأكثر من روي عنه في تفسير القرآن من الخلفاء الراشدين هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكما تقدم أن جهل الإنسان بتفسير آية من القرآن لا يدل على نقصان مكانته، أو عدم علو منزلته، فهذا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يقول: " أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما ليس لي به علم. " يريد بذلك أنه لا يعرف المراد بالأب، قالوا له: هذه الفاكهة قد علمناها، فما هو الأب؟ فلم ينقص هذا من مقدار الصحابي الجليل أمير المؤمنين أبي بكر الصديق، - رضي الله عنه -.
وكون الإنسان يخطئ في مسألة أو مسألتين، أو يجهل مسألة أو مسألتين، لا يغض من مكانته، فلا يزال الأئمة يسمع عنهم قول: "لا أعلم". وقد قيل: من أخطأ "لا أعلم" أصيبت مقاتله. ووقوع الخطأ القليل أيضا من الإمام الذي له كلام كثير صحيح لا يجعلنا ننتقص من مكانته؛ ولذلك قال النبي - ﷺ - لأبي بكر: " أصبت في بعض وأخطأت في بعض " ومع ذلك لم ينقص هذا من مكانة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
قال: والأئمة المهديين. الخلفاء الراشدون، الخلفاء المراد بها من خلف الرسول في إمامة الأمة. قال: والأئمة، يعني: من يقتدى به. الإمام: هو من يقتدى به، المهدين يعني: الذي وفقهم الله للهداية، كابن مسعود، فإن ابن مسعود كان بالعراق، وكان يقرئ العلم ويفسر القرآن، فأخذ عنه الشيء الكثير من تفسير القرآن؛ ولذلك ورد عنه - رضي الله عنه - أنه قال: " إني لأعلم كل آية من كتاب الله أين نزلت وفيمن نزلت ".
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ


الصفحة التالية
Icon