قال: وقد يقع -يعني يوجد في عباراتهم يعني في تفسيرهم للقرآن، في تفسير الصحابة والتابعين للقرآن- تباين في الألفاظ، يحسبها -يعني يظنها- من لا علم عنده اختلافا حقيقيا، وليس كذلك -يعني وليس الأمر كذلك-، فلا يوجد هناك اختلاف حقيقي، وإنما هو اختلاف في اللفظ دون الحقيقة، فإن منهم -يعني إن من الصحابة- من يفسر اللفظ من القرآن بلازمه -كما قلنا في صناعة الخبز من الدقيق-، أو نظيره -أي ما يماثله-، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، فالذي يفسر الشيء بلازمه كالذي يقول: القمح هو الذي يصنع منه الخبز، أو يطحن منه الدقيق، أو نظيره، كأن يقول: القمح نبات مماثل للشعير، ومنهم من ينص عن الشيء بعينه، فيقول: القمح هو الحنطة. ولذلك الخلاف بين الصحابة في تفسير القرآن قليل.
وقوله هنا: النظير، الأصل في النظير هو المقابل للشيء، ولذلك يقال: فلان يتناظر مع فلان، وبينهم مناظره، يعني: يقابله. والغالب في إطلاق النظير على المضاد للشيء الذي يكون بينه وبين نظيره نوع تسابق لحيازة شيء ما، وحينئذ فالأصل في كلمة "النظير" أنها تقع على الأشياء المتشابهة في الصورة المختلفة في الحكم.
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
أوجه التفسير
قال المؤلف: "ويرجع إلى لغة القرآن". يعني أننا عند تفسير القرآن نرجع إلى لغة القرآن، فإذا وجدنا لفظا في القرآن وأردنا أن نفهمه، رجعنا إلي هذا اللفظ في المواطن الأخرى التي ذكر فيها هذا اللفظ، ففهمنا معنى هذا اللفظ من سياقه ومدلوله؛ فجاءتنا لفظة "الصراط المستقيم" في مواطن عديدة في القرآن، عندما لم نعرف معناها في الموطن الأول، ذهبنا نبحث عن المواطن الأخرى التي ذكر فيها اللفظ، فنظرنا في سياق اللفظ والقرائن المحتفة به، فعرفنا معانيه في تلك المواطن، ففسرنا الموطن الأول بها.