وقد ألف العلماء مؤلفات في الوجوه والنظائر، مما يعين الإنسان على فهم لغة القرآن، كما أنه وجد في العصر الحاضر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، وهو يعين الإنسان على معرفة لغة القرآن.
قال المؤلف: "أو السنة". يعني أن المفسر يرجع في فهم معاني القرآن إلى لغة السنة؛ إذا وجدنا لفظا مستخدما في الكتاب، وأردنا أن نعرف معانيه، ذهبنا نبحث عن هذا اللفظ في الأحاديث النبوية فعرفنا دلالته من خلال سياقه وما يحتف به من القرائن.
قال: "أو لغة العرب"، أي أنه يرجع في تفسير القرآن إلي لغة العرب، وذلك لأن القرآن نزل بلغتهم: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) ﴾ (١) ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) ﴾ (٢) ؛ فإذا أردنا أن نعرف معاني القرآن، فلا بد أن نعرف معاني كلام العرب.
قال المؤلف: "ومن تكلم"، يعني أن المكلّف هو الشخص الذي يتكلم في تفسير القرآن بما.. -يعني بالألفاظ- وبالتفسير الذي يعلمه من ذلك -يعني من الطرق السابقة- من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال الصحابة، ولغة العرب لغة وهو الطريق الأخير، وشرعا وهو الطرق السابقة، فإنه حينئذ لا حرج عليه.
وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - أنه " ليس عندنا شيء نختص به دون الناس إلا ما في هذه الصحيفة، ففيها العقل وأسنان الإبل، وإلا فهما يؤتاه رجل في القرآن ".
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
وقد أمرنا الله - عز وجل - بتدبر القرآن، ولا يكون ذلك إلا بالبحث في تفسيره، وبتفسيره من خلال هذه الطرق السابقة، فهذه طرق سائغة لا حرج على الإنسان عند تفسيره القرآن بها.
(٢) - سورة الشعراء آية : ١٩٥.