وذكر أن تفسير ابن عطية وأمثاله، وإن كان أسلم من تفسير الزمخشري، لكنه يذكر ما يزعم أنه من قول المحققين، وإنما يعني طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة.
وذكر الذين أخطئوا في الدليل، مثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم، يفسرون القرآن بمعان صحيحة، لكن القرآن لا يدل عليها، مثل كثير مما ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في حقائق التفسير، وإن كان فيما ذكره ما هو معان باطلة، فإن ذلك يدخل في الخطأ في الدليل والمدلول جميعا، حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسدا.
وبالجملة: مَن عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئًا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب.
ـــــــــــــــــــــــ
ذكر المؤلف هنا ما يتعلق بالتفاسير (تفاسير القرآن)، فبين مناهج الناس في التفسير، فالمنهج الأول في التفسير منهج صائب مصيب، وهو تفسير أئمة السلف الذين يفسرون القرآن بواسطة الطرق السابقة.
قال: "أحسن التفاسير": يعني: في منهجها وطريقتها واعتمادها على النصوص الشرعية كتابا وسنة، ومثل لها بتفسير عبد الرازق والصنعاني، وتفسير وكيع بن الجراح، وتفسير عبد بن حميد، وتفسير دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم العثماني الحافظ، وتفسير الإمام أحمد، وتفسير إسحاق بن راهويه، وتفسير بقي بن مخلد القرطبي، وتفسير ابن المنذر الشافعي، وتفسير سفيان بن عيينة، وتفسير سنيد حسين بن داود الإمام المشهور.