وأغلب هذه التفاسير إما أنه اقتصر على تفسير آيات خاصة، يعني لا يوجد فيها تفسير لجميع الآيات، ثم ذكر المؤلف العلماء الذين عنوا بتفسير القرآن، بحيث لم يغفلوا منه آية، فقال: وتفسير ابن جرير (محمد بن جرير الطبري)، وتفسير ابن جرير موجود اليوم وهو بين أيدينا، وقد استوعب تفسير القرآن، وذكر فيه تفسيره بالمأثور من كلام النبي - ﷺ - وصحابته.
وكذلك تفسير ابن أبي حاتم، فإن هذا قد وجد منه أجزاء طبعت، وحاول المحقق تكميل المفقود منه من خلال كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، ولكنه حصلت مفارقة وممايزة بين الاثنين، فأحدهما بالإسناد والآخر بدون إسناد.
ثم ذكر المؤلف عددا من أهل العلم الذين اشتهروا بالتفسير، ومنهم الأشج، وابن ماجه، وابن ماردويه، والبغوي، وابن كثير، وهذا الصنف الأول من أصناف المفسرين، من سار على الطرق السابقة في تفسير القرآن بالكتاب والسنة والإجماع من أقوال الصحابة، وبلغة العرب.
المنهج الثاني من أنزل القرآن على عقيدته تعصبا لمذهبه
ثم ذكر المؤلف الطريق الثاني، أو النوع الثاني من أنواع التفاسير، وهم الذين يكون عندهم عقائد مقررة، فيحاولون تنزيل القرآن عليها تعصبا لآرائهم، وهذا من أعظم الفوارق بين أهل السنة وغيرهم؛ أهل السنة عندهم
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
الكتاب والسنة مقدم على كل شيء حتى على آراء أصحابهم، وأهل البدع تعصبوا لأصحابهم فتركوا الكتاب والسنة ونبذوهما.
قال المؤلف: "وحدث طوائف من أهل البدع". يعني أن هؤلاء من أهل البدع حدثوا، فليسوا من سلف الأمة، وليسوا من القرون المفضلة، وطوائف جمع طائفة، وهي الفرقة من الناس.