قال: الذين قرروا أصولهم بطرق -يعني: هؤلاء أهل الكلام الذين ذكرهم ابن عطية بقوله: قال المحققون، هم من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق مخالفة لطرق الشريعة، وطرق أهل السنة والجماعة- من جنس ما قررت به المعتزلة يعني مذاهبهم.
المنهج الثالث الذين أخطئوا في الدليل مثل كثير من الصوفية والوعاظ
قال: "وذكر"، يعني: شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ذكر الذين أخطئوا في الدليل، هذا النوع الثالث من الأنواع، الأولون أصابوا في الدليل والمدلول، والثاني أخطئوا في الدليل والمدلول، والثالث أصابوا في المدلول، لكنهم أخطئوا في الدليل، فهم يأتون بمعان صحيحة صائبة، ويقولون: إن القرآن قد دل عليها وهو لم يدل عليها، فالمدلول صحيح، لكن قولهم هذه الآية تدل على هذه المعنى ليس صحيحا، فهم أخطئوا في الدليل، وإن كانوا قد أصابوا في المدلول.
وذكر الذين أخطئوا في الدليل مثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم، يفسرون القرآن بمعان صحيحة، هذا المعنى المدلول صحيح، لكن القرآن لا يدل عليها، فهم أخطئوا في الدليل وإن أصابوا في المدلول، ومثل له المؤلف لما ذكره عبد الرحمن السلمي في "حقائق التفسير"، ومن هذا النوع تفسير الإشارة الذي يذكره كثير من الصوفية،.
قال: وإن كان فيما ذكروه ما هو معان باطلة، يقول: بعض المعاني التي أوردوها باطلة. لكن الغالب أن معانيهم صحيحة صائبة، لكن الإشكال عندهم في جعل القرآن يدل عليها وهو لم يدل عليها، وإن كان فيما
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
ذكروه -يعني في التفسير الذي ذكره هؤلاء- ما هو معان باطلة، فيكون عندهم مرة خطأ في الدليل والمدلول، وهو الذي سيأتي، وعندهم مرة خطأ في الدليل دون المدلول، وهو الذي سبق.