وقال طائفة: بأن الهدى يشمل العلم والعمل، واستدلوا عليه بمثل قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧) ﴾ (١) فالمغضوب عليهم: هم الذين عندهم علم، لكنهم لم يعملوا بهذا العلم، كاليهود ومن ضل من علماء هذه الأمة ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
.................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ںwur الضَّالِّينَ (٧) ﴾ (٢) فالضالون: هم من عندهم عمل، لكن ليس عندهم علم يستند إليه هذا العمل، كالنصارى ومن وافقهم من عباد هذه الأمة.
فقوله: اهدنا شمل الأمرين، وهما العلم والعمل، وهو سبيل من أنعم الله عليهم، وأنتم تعلمون أن الهداية تطلق على هداية الدلالة والإرشاد، من دل غيره على طريق الحق والصواب، قيل هداه؛ ولذلك قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (٧) ﴾ (٣) وقال -جلا وعلا-: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) ﴾ (٤) وفي الحديث: " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ".
والنوع الثاني: من أنواع الهداية هو هداية الإلهام والتوفيق، كما في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ (٥) ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ (٦).
(٢) - سورة الفاتحة آية : ٧.
(٣) - سورة الرعد آية : ٧.
(٤) - سورة الشورى آية : ٥٢.
(٥) - سورة القصص آية : ٥٦.
(٦) - سورة الأنعام آية : ١٢٥.