ـــــــــــــــــــــــ
السابق، ولم تكن موجودة عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهاتان الجهتان اللتان يحصل بهما الخطأ في الاستدلال في تفسير القرآن هما:
أولا: أنهم قرروا مدلولات ومعاني باطلة ثم حملوا القرآن عليها؛ فأخطئوا في الدليل والمدلول، أخطئوا في المدلول لكونهم تبنوا أفكارا وعقائد باطلة، وأخطئوا في الدليل لكونهم حملوا القرآن على معنى غير مراد به، قال اعتقدوا معاني حملوا ألفاظ القرآن عليها؛ يعني اعتقدوا أحكاما وأفكارا باطلة، ثم فسروا ألفاظ القرآن بتلك المعاني والأحكام، فهذا هو السبب الأول والجهة الأولى من جهات الخطأ في الاستدلال في تفسير القرآن.
قال المؤلف: أو فسروه بمجرد ما يسوغ أن يريدوه؛ يعني القسم الثاني فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ -يعني ما يجوز- أن يريدوه، فهم نظروا في لغة العرب فقالوا: يمكن في لغة العرب أن يراد بهذا اللفظ هذا المعنى، وهذا المعنى يوافق مذهبنا ورأينا، فخالفوا لغة القرآن من أجل أمر جائز في اللغة، فيكون هناك لفظ يستخدم في القرآن كثيرا ويراد به معناه، لا يستعمل إلا في ذلك المعنى لكن هذا اللفظ في لغة العرب يستعمل في هذا المعنى الذي ورد في لغة القرآن، ويستعمل أيضا على لغة الجواز على معنى آخر، فحملوه على ما يجوز في اللغة، وتركوا دلالة لغة القرآن عليه، مع أن كلام الله لا يمكن أن يراد به ذلك المعنى بحال.


الصفحة التالية
Icon