قال رحمه الله -تعالى-: التفسير؛ كشف معاني القرآن وبيان المراد منه، قيل: بعضه يكون من قبل الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها، وبعضه من قبل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض، وأجمعوا على أن التفسير من فروض الكفايات، وهو أجل العلوم الشرعية، وأشرف صناعة يتعاطاها الإنسان، والمعتني بغريبه لا بد له من معرفة الحروف وأكثر من تكلم فيها النحاة، والأسماء والأفعال وأكثر من تكلم فيها اللغويون، ومنه معرفة ما وضع له الضمير وما يعود عليه، والتذكير والتأنيث والتعريف والتنكير، والخطاب بالاسم والفعل.
وأولى ما يرجع في غريبه إلى تفسير ابن عباس وغيره ودواوين العرب، ويبحث عن كون الآية مكملة لما قبلها أو مستقلة، وما وجه مناسبتها لما قبلها، وكذا السور، وعن القراءة المتواترة المشهورة والآحاد، وكذا الشاذة، فإنها تفسر المشهورة وتبين معانيها، وإن كانت لا تجوز القراءة بالشاذة إجماعا.
ــــــــــــــــــــــ
نعم، ذكر المؤلف هنا فنا من فنون علوم القرآن، وهو فن التفسير، ولا شك أنه من أعظم هذه الفنون، قال المؤلف: التفسير المراد به تفسير القرآن، كشف معاني القرآن، الكشف بمعنى الإظهار والإيضاح، والمعاني المراد بها الدلالات أو المدلولات، كشف معاني القرآن وبيان المراد منه؛ يعني أن التفسير يدخل فيه توضيح مراد الله من ألفاظ القرآن، والتفسير مشتق اشتقاقا أكبر من السفر والسِّفر؛ فإن السفر يكون بالظهور والوضوح، فإذا سافر الإنسان لا يقال له: مسافر إلا إذا ظهر من البلد، فالسفر والفسر متقاربان، قيل: هذا القول من بعض أهل التفسير في تقسيم التفسير، فالتفسير ينقسم إلى قسمين: