بعضه -يعني بعض التفسير-: يكون من قبل بسط الألفاظ الوجيزة، كلمة بسط ساقطة من النسخ، والوجيزة المختصرة، فنبسط الألفاظ الوجيزة بأن نوسع هذه الألفاظ، فيأتينا اللفظ الواحد فنفسره بألفاظ عدة، وكشف معانيها، هذا هو القسم الأول من أقسام التفسير؛ أن يأتي لفظ وجيز، لفظ غير معلوم المعنى، فنوضح المراد به، ونبين المعمى الذي قصد به.
................................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ
والقسم الثاني من أقسام التفسير: يكون بترجيح بعض الاحتمالات على بعض، فيكون هناك أقوال متعددة للمفسرين متعارضة، فنرجح بعضها على بعضها الآخر، فهذه هي أقسام التفسير.
ثم ذكر المؤلف بعد ذلك حكم تفسير القرآن، فقال: وأجمعوا، والإجماع -كما تقدم- دليل شرعي، على أن علم تفسير القرآن من فروض الكفايات، والمراد بفرض الكفاية ما طلبه الله طلبا جازما من مجموع الأمة لا من آحادها، بحيث يسقط الطلب بفعل البعض، فإذا تركه الجميع استحقوا الإثم، ومن أمثلة فروض الكفايات صلاة الجنازة، وتغسيل الميت؛ فهذه يطالب بها المجموع، فإذا فعلها البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا تركها الجميع أثموا جميعا، والملاحظ في فروض الكفايات أنه يراد بها مصلحة معينة، وهذه المصلحة تتحقق من البعض، فتفسير القرآن تتحقق به مصلحة، وهي معرفة مراد الله بكلامه، وهذه المصلحة تتحقق بفعل البعض لها.
قال المؤلف: وهو أجل العلوم الشرعية؛ يعني أن التفسير أعلى العلوم الشرعية؛ وذلك لأن التفسير متعلق بكلام الله، فموضوع التفسير هو القرآن، ولا شك أن القرآن أفضل الكلام، ثم إن هذا العلم تظهر قيمته وفائدته من خلال النفع العظيم الذي يحصل لنا منه؛ فإن القرآن فيه سعادتنا في الدنيا والآخرة، وحينئذ لا بد من تفسير هذا القرآن من أجل أن نتمكن بالعمل به؛ لتحصل به سعادتنا في الدنيا والآخرة.


الصفحة التالية
Icon