قال المؤلف: وتحسين كتابة المصحف، فإنه يستحب أن يحسن المرء خطه بالمصحف، واليوم كفينا هذا بوجود هذه المطابع الحديثة بفضل الله -سبحانه وتعالى- ولا يخالف خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك، فلا يتبع الإنسان في كتابة المصحف الطريقة الإملائية، وإنما نأخذ بما ورد في مصحف عثمان؛ لأن الأمة أجمعت على ذلك، ولأن هذا المصحف بهذه الكتابة يجمع القراءات الواردة في الكتاب، فلوا عدلناها بقواعد الإملاء، لكان ذلك مؤديا إلى عدم دخول هذه القراءات في كتابة المصحف، ولكان في ذلك مخالفة لما عليه سلف الأمة.
قال المؤلف: ويحرم على المحدث مسه؛ يعني أن من كان محدثا -على غير طهارة- سواء كان محدثا حدثا أصغر بانتقاض الوضوء، أو كان محدثا حدثا أكبر بجنابة ونحوها؛ فإنه حينئذ يحرم عليه مس المصحف، وهذا مذهب الأئمة الأربعة يستدلون عليه مما ورد في حديث عمرو بن حزم أن النبي - ﷺ - كتب: " لا يمس القرآن إلا طاهر " وقد قيل في قوله: ﴿ w ے¼çm، yJtƒ wخ) tbrمچ£gsـكJّ٩$# اذزب ﴾ (١) هو خبر بمعنى الأمر، وقيل بأن الكتاب الذي في اللوح المحفوظ
...............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــ

(١) - سورة الواقعة آية : ٧٩.


الصفحة التالية
Icon