أولا: العلم بمعناها ودلالتها، فمن لم يكن عالما بها، فإنه يكون حينئذ ليس ممن دخل في النصوص الشرعية الواردة بسلامة من قال، أو بمصير من قال هذا اللفظ إلى الجنة، وكذلك من شروط هذه الشهادة اليقين الجازم بصحة هذه الشهادة، والإخلاص بقول هذه الشهادة، بحيث يبتغى بها ما عند الله - عز وجل - كذلك الصدق، وكذلك المحبة، والانقياد لها ظاهرا وباطنا، مع القبول لها.
ودل على هذه القيود، ما ورد من النصوص الشرعية، من تقييد قول هذه الكلمة بهذه القيود، ففي بعض الألفاظ " من قال: لا إله إلا الله موقنا بها قلبه " وفي بعضها " من قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله " إلى غير ذلك من النصوص، ومن القواعد المقررة أنه إذا ورد عندنا لفظان، أحدهما مفرد والآخر مقيد، فإننا نقيد المطلق باللفظ المقيد.
قال المؤلف هنا: الملك أي أن الله - عز وجل - يملك كل شيء، كما قال سبحانه: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (١) والنصوص في ذلك دالة، أو صريحة في إثبات أن الملك الحقيقي هو لله - عز وجل - فكل من ملك شيئا فهو وما ملكه ملك لله -سبحانه وتعالى-، ثم في الآخرة تصفو هذه الصفة لله - عز وجل - بمعنى أنها تتمحض الأملاك لله -عز وجل-؛ ولذلك يقول سبحانه في ذلك اليوم: " أنا الملك أين ملوك أهل الأرض؟ " قوله: الحق، يعني الذي لا يمتري عليه باطل، فالحق قد تكون عائدة لله - عز وجل - وقد تكون لصفة الملك.
.............................................................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المبين: بمعنى الواضح البين، الذي لا يعتريه غموض أو خفاء، قال تعالى: ﴿ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) ﴾ (٢) وقال النبي - ﷺ - :"اللهم لك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، وقولك حق".
(٢) - سورة النور آية : ٢٥.