ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله هنا: ورسوله، يعني أن الله -سبحانه وتعالى- أرسله إلى الناس؛ للدلالة على الخير، وعلى سلوك الصراط المستقيم، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧) ﴾ (١) ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ (٢) ومقتضى الرسالة أن نصدق ونوقن بما جاء به الرسول، وكذلك من مقتضى هذه الرسالة أن نطيعه في أوامره، وفي نواهيه، ومن مقتضى الرسالة أيضا ألا يعبد الله -سبحانه وتعالى- إلا بما جاء به هذا النبي الكريم، فلا نخترع عبادات جديدة، لم يأت بها النبي - ﷺ -.
قوله هنا: الصادق، فيه وصف النبي - ﷺ - بالصدق، وقد وصفه الله - عز وجل - بذلك، بل وصف جميع المرسلين بذلك، قال تعالى: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) ﴾ (٣) ﴿ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ (٤) قوله الأمين: يعني أنه مؤتمن على تبليغ هذه الشريعة، وإيصالها للناس أجمعين، ولا شك أنه - ﷺ - قد اتصف بصفة الأمانة، ولا يأتينا شك في ذلك.
قوله: صلى الله عليه، صلى قيل: إن معناه أثنى الله عليه، كما قاله أبو العالية والجماعة، وهذا هو الصواب في هذا اللفظ، وقال طائفة معنى صلى الله عليه، يعني أن الله قد رحمه، وهذا المعنى قد رد بقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ (٥) فلو كان معنى الصلاة هو الرحمة، لم يكن لذكر الرحمة بعد الصلاة فائدة، فدل ذلك على المغايرة بين اللفظين.

(١) - سورة الأنبياء آية : ١٠٧.
(٢) - سورة الفتح آية : ٢٩.
(٣) - سورة يس آية : ٥٢.
(٤) - سورة الأحزاب آية : ٢٢.
(٥) - سورة البقرة آية : ١٥٧.


الصفحة التالية
Icon